Pages

Selasa, 16 Desember 2014

التربية العربية الإسلامية



التربية العربية الإسلامية
تعد التربية العربية الإسلامية جزءاً من التربية العالمية، وهي مجموعة من المفهومات والأسس العقائدية والفكرية والخلقية والسلوكية والقيم الروحية والجسدية، والمترابطة فيما بينها في إطار فكري واحد، مستندة في مبادئها وقيمها إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ويتربى الإنسان من خلالها تربية كاملة متوازنة من كافة الجوانب، دون تضحية بأي نوع منها على حساب الآخر.
تطور التربية العربية الإسلامية
مرحلة ظهور الإسلام: تبدأ هذه المرحلة بظهور الإسلام في شبه الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي، وتمتد حتى نهاية عصر الخلفاء الراشدين. وضعت في هذه المرحلة الأسس والمبادئ الرئيسية السياسية والدينية والاجتماعية والخلقية، مما كان له شأن بعيد الأثر في الحياة الإسلامية مدة قرون طويلة، ولا تزال تتأثر به الشعوب الإسلامية إلى اليوم.
يُعد نزول القرآن الكريم ومجيء الإسلام، وتطورهم الفكري، فقد أكد أهمية العلم ، والاستزادة بالمعرفة، وحث الإنسان على إعمال العقل لدراسة الواقع وتحسين أحوال البشر، والتأمل في الظواهر والتفكير فيها، وحدد هيكلاً فكرياً إسلامياً جديداً صارت فيه معارف العرب وخبراتهم السابقة وصفاتهم ومزاياهم من شجاعة وكرم ووفاء وعفة وكرامة، مادة أولية في بناء هذا الهيكل، وليس أدل على ذلك من أن أولى آيات القرآن الكريم كانت أمراً بالقراءة وتمجيداً للعلم}اقْرَأْ باسْم رَبّكَ الذي خَلَق، خَلَقَ الإنْسانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرأ وَرَبُّك الأكْرَم، الذي عَلَّمَ بالقَلَم، عَلَّمَ الإِنْسان ما لَمْ يَعْلَم{ (العلق 1-5).

مرحلة البناء والفتوحات: وتمتد من نهاية عهد الخلفاء الراشدين حتى أواخر عهد الدولة الأموية، حيث اتسعت رقعة الامبراطورية العربية الإسلامية، وامتدت حدودها من الهند شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً، ومن بحر الخزر شمالاً إلى السودان جنوباً، فكانت بذلك تضم أغنى بقاع العالم القديم وأقدمها حضارة، كالفارسية والإغريقية .اتصل العرب في هذه المرحلة بالحضارات العريقة المختلفة، ومهدوا الطريق لامتزاج الشعوب والحضارات، وإلى جانب تأثر العرب بالأنظمة السياسية والاجتماعية ، ولو كان بطريق غير مباشر. وإننا لنجد أثر ذلك الاتصال الثقافي في دراسة الأمير خالد بن يزيد الذي جمع إلى دراسة اللغة والشعر والكيمياء والطب والفلك كما استخدم من ترجم له كتب الكيمياء والطب والفلك من اليونانية والقبطية إلى العربية.
    مرحلة اليقظة: وهي المرحلة الأخيرة التي مرت بها التربية العربية الإسلامية، ويطلق عليها مرحلة اليقظة والإصلاح التربوي الحديث. كانت هذه المرحلة فترة انقطاع ثقافي لم تتطور فيها المؤسسات التعليمية الموروثة، ولكنها كانت بالوقت نفسه فترة إحياء فكري وفترة ظهور الحركات الإسلامية، السلفية والإصلاحية، إضافة إلى الحركات القومية والوطنية.فقد قام محمد علي بإنشاء المدارس الحديثة في أرجاء مصر، وجعل التعليم فيها مجانياً، وأنشأ معهداً لإعداد المعلمين، وأرسل نخبة من المتعلمين إلى أوربة، وسار ابنه إبراهيم على خطاه، وأنشأ المدارس الكثيرة في سورية.
أهداف التربية العربية الإسلامية
ـ الهدف الديني: ويمثل الهدف الأول والأساسي للتربية العربية الإسلامية، ويستند إلى القرآن الكريم كمصدر للمعرفة وإلى الأحاديث النبوية الشريفة. والقصد منه تكوين الإنسان المسلم المؤمن بالله ورسوله، وإحياء شعائر الإسلام والقيام بفروضه، ونشر التعاليم الدينية في صفوف الناشئة.
ـ الهدف الدنيوي: لا يقل أهمية عن الهدف السابق، فقد أكدت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة أهمية تزويد المسلم بالعلوم والمعارف المختلفة، وعلى الإفادة مما في الكون من متع وخيرات،  كما أكدت توجيه المسلمين نحو تأمين معيشتهم عن طريق اكتساب المال بالطرق المشروعة من تجارة وصناعة وزراعة، وما إلى ذلك.
ـ هدف العلم للعلم: ويطلق عليه هدف اللذة الروحية من العلم، وهذا الهدف هو الذي يدفع صاحبه إلى التعلم، والرحلة في طلب العلم، والبحث لا لشيء، سوى البحث والتعلم لذاتهما، مكتفياً بلذة البحث عن الحقيق.  
نزيه أحمد الجندي، زهير حميدان

مراجع للاستزادة:

ـ ابن سحنون، آداب المعلمين والمتعلمين، تعليق محمد العروسي المطوي (دار الكتاب الشرقية، تونس 1972).
ـ ابن جماعة، تذكرة السامع والمتكلم في آداب العالم والمتعلم (دار الكتب العلمية، بيروت 1354هـ).
ـ الزرنوجي، برهان الإسلام، كتاب تعليم المتعلم طريق التعلم، تحقيق مروان قباني (المكتب الإسلامي، بيروت 1981).

اقرأ المزيد ...
رقم صفحه البحث ضمن المجلد:300



Tidak ada komentar:

Posting Komentar